top of page

العجز في بذور الفانيليا يترك مذاقاً مريراً

يشهد سوق بذور الفانيليا – تلك السلعة المستخدمة في إضافة النكهات لأي شيء بداية من الآيس كريم حتى المشروبات الغازية – ازدهاراً حيث تضاعفت الأسعار ثلاث مرات خلال الاثنى عشر شهراً الماضية، من الطبيعي أن تكون هذه الأخبار مدهشة للمنتجين لأنها ستساعدهم على بيع منتجاتهم بتكلفة مرتفعة للكثير من الأفراد، لكن نظراً لتجاوز حجم الطلب للقدرة الإنتاجية اختصر المنتجون الذين ينتجون بتكلفة منخفضة عملية معالجة بذور الفانيليا مما أدي إلى انخفاض حاد في الجودة، وكانت مدغشقر من أكثر المناطق التي تجلى فيها ذلك بوضوح فهي جزيرة أفريقية تمول أكثر من نصف حجم بذور الفانيليا في العالم.[1]

“إن ماركة الفانيليا المدغشقرية أصبحت مهددة في السوق الدولي” هكذا صرح وزير التجارة هنري رابيسهالا في مكالمة هاتفية مع وكالة أنباء بلومبرغ نيوز.

يبدو أن السيد/ رابيسهالا قلق بشأن سوق بذور الفانيليا المدغشقرية وهذا القلق يستند على سبب معقول ومنطقي حيث أن بذور الفانيليا تضخ في القطاع الزراعي الضخم الذي يمثل ما يقرب من 24% من الناتج القومي الإجمالي لمدغشقر ويعمل به أكثر من 70% من القوى العاملة وتمثل الفانيليا والقهوة والكاكاو والتبغ وغيرها من المنتجات الزراعية أكثر من 70% من أرباح الصادرات في الدولة[2].

انخفاض جودة الإنتاج

القول بأن مدغشقر تفاجئت بالارتفاع الأخير الذي حدث في حجم الطلب على الفانيليا ربما يكون مخالفاً للحقيقة فبعد عقد من الهبوط في أسعار الفانيليا انخفض الإنتاج في كل أنحاء العالم، ومع الهبوط في السوق تحول المزارعون في بلدان مثل الصين وأندونيسيا أوغندا إلى زراعة محاصيل أخرى وخلال هذه الفترة ظلت مدغشقر منتج بتكلفة منخفضة حيث تتمتع بميزة نسبية تتمثل في انخفاض تكلفة العمالة.

مع عودة الأسعار إلى الارتفاع بدء مزارعو مدغشقر يحصدون بذور الفانيليا قبل أوانها وبدلاً من معالجتها وتجفيفها أصبحوا يقومون بتعبئتها في أوعية خاوية ومغلقة، وعلى الرغم من أن هذا الشكل من التعبئة ساعد المنتجون على تحقيق مكاسب عالية وخاصة مع انخفاض التمويل العالمي إلا أنه أدى إلى تدنى مستوى جودة منتج لو آند بيهولد وأصبح المستهلكون يشكون من فقدان النكهة والرائحة.

ووفقاً لوكالة أنباء بلومبرغ “إن هذا الشكل من الإنتاج يشبه إلى حد كبير جمع عنب النبيذ قبل أوانه” وذلك لأن التركيب الأساسي المسؤول عن النكهة والرائحة في الفانيليا لم يتطور بشكل كامل في ظل نظام الإنتاج الجديد[3].

المهربون ضاعفوا حجم المشكلة

لقد زادت الأمور سوءاً حيث تواجه مدغشقر في الوقت الحالي مشكلة غسيل الأموال المرتبطة بصناعة أخشاب الورد التي يزيد عليها الطلب بشكل كبير بعد الخشب الملون باللون الأحمر المستخدم في إنتاج الأثاث الفاخر والآلات الموسيقية، ومنذ تحريم قطع الأشجار بدون ترخيص سنة 2010 شهدت مدغشقر موجة ضخمة من حالات التهريب، وقد وردت التقارير بأن مهربي الخشب الأحمر يستخدمون أرباحهم في شراء الفانيليا الخضراء من المزارعين المحليين لبيعها فيما بعد بشكل قانوني للحصول على دخل حقيقي[4].

الخطوات التي تتخذها الحكومة

سعياً منها لحماية صناعة بذور الفانيليا وضمان جودة الإنتاج منعت حكومة مدغشقر تصدير الفانيليا الخضراء غير الناضجة وفرضت حظر شامل على البذور المنزوعة والمعبأة تحت التفريغ، هذا وفقاً لما صرح به السيد/ رابيسهالا، كما قامت الحكومة بزيادة صلاحيات المؤسسات الأمنية للتصدي للمهربين والمنتجين الذين ينتجون بتكلفة منخفضة.

وكجزء من التزامها بضمان صادرات عالية الجودة تعمل حكومة مدغشقر على إعداد قائمة بمزارعي وممولي بذور الفانيليا، وقد أعدت منصة الفانيليا الوطنية – وهي هيئة مشتركة بين قطاع الزراعة والحكومة وتأسست في ديسمبر الماضي – قائمة بنحو 100,000 منتج ومجمع ومصدر لبذور الفانيليا.

صرح السيد/ رابيسهالا قائلاً: “نحن جادين في هذه المسألة”، “نحن لا نمزح ولا نريد أن نخاطر بالحملة القادمة”[5]

وأضاف رابيسهالا: من المتوقع أن يرتفع حصاد بذور الفانيليا لهذا الموسم الذي بدء في شهر يوليو إلى ما يقرب من 2,000 طن بعد أن كان 1,600 طن سنة 2015.

مستقبل الأسعار لا يزال غامضاً

صرح محللو الأسعار بأن استمرار ارتفاع الأسعار غير مضمون، فمع استمرار ارتفاع مؤشرات الأسعار للعام الرابع دخل المزيد من المنتجين إلى السوق مما أدى إلى ارتفاع حجم تمويل بذور الفانيليا ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار في فترة قصيرة، ولفهم كيفية تقلب أسعار بذور الفانيليا تذكر هبوط أسعار السلع سنة 2012 من 500 دولار إلى 15 دولار خلال فترة لا تتجاوز بضعة أشهر[6].

يشكو منتجو مدغشقر من تقلب الأسعار فوفقاً لدراسة أجريت سنة 2013 من قبل مؤسسة خدمات الإغاثة الكاثوليكية يرى المنتجون أن تقلب الأسعار من أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق الاستقرار المعيشي في هذا المجال.

وبصفة عامة يعتبر إنتاج الفانيليا باهظ الثمن ولهذا السبب تكون معظم الفانيليا المستخدمة في السوق صناعية وهذا ما كانت مؤسسة خدمات الإغاثة الكاثوليكية تسعى إلى توضيحه في تقريرها الصادر سنة 2013.

“نظراً لانخفاض إنتاج الفانيليا وارتفاع سعر المنتج فأن 98 بالمئة من الفانيليا المستخدمة كمسكبات طعم أورائحة صناعية مما أدى إلى إساءة استخدام مصطلح “الفانيليا الطبيعية” على ملصقات المنتج حيث تستخدم الشركات بدائل الفانيليا الطبيعية بدلاً من بذور الفانيليا، وهذا النوع من الملصقات يخدع المستهلكين الذين ربما يعتقدون أنهم يشترون منتجات مصنوعة من مكونات الفانيليا الطبيعية”[7]

لقد أعرب مزارع الفانيليا المدغشقري جين برونو لوكالة السي إن إن عن إحباطه من تقلب الأسعار منذ سنة 2010.

حيث قال: “نعم عملية الزراعة ورعاية المنتج يوماً تلو الأخر شاقة لكن الأسوء من ذلك هو السعر، فهذا أمر مزري.”[8]

(Note: Originally Posted in www.forex.com) (Arabic)

Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page